كيف استفادت الدول العربية من تطبيقات البلوكشين؟
تعد البلوكشين شبكة حديثة الظهور تجمع ما بين دفتر الحسابات والشيء الرقمي الذي يجرى التعامل معه بشكل دائم وبطريقة غير قابلة للتغيير، ولقد كان الاستخدام الأول لهذه الشبكة من خلال تطوير العملات الرقمية كالبيتكوين، كما قامت بدعم العملات الأولية وذلك من خلال إفساحها المجال أمام المستثمرين من أجل الرهان على هذه العملات.
ويوما بعد آخر أخذت تطبيقات البلوكشين الانتشار في العالم والتطور الكبير، ومن الممكن أن تساهم في القضاء على ملايين من فرص العمل في البنوك، وذلك نظرا لنظامها الآمن في حفظ السجلات.
ولقد انتهت الدول العربية إلى أهمية تطبيقات البلوكشين وبدأت تعمل على إدخالها، وتعد تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التجربة الأفضل والأنضج على مستوى الوطن العربي.
ولقد قامت الإمارات العربية المتحدة في العام الماضي بإطلاق منصة مجانية من أجل أن تقوم بتطوير واستخدام تقنيات شبكة البلوكشين، ولقد تم تفعيل هذه المنصة ضمن مشروع منصة دبي الذكية.
والأمر الذي دفع الإمارات العربية المتحدة للقيام بهذه الخطوة هو توفير شبكة البلوكشين لمنظومة وشبكة تقنية خاصة أكثر حماية وتفاعلية مع المؤسسات والجهات العالمية.
ولقد قامت الحكومة في مدينة دبي بوضع دليل إرشادي يوضح كيفية استخدام تقنيات البلوكشين وتطبيقاتها، وذلك من أجل أن تصبح معايير التطبيق والاستخدام في دبي موحدة، وذلك من أجل ضمان تفاعل هذه الأجهزة مع بعضها البعض في المستقبل القريب، وذلك ضمن مشروع إمارة دبي والذي يهدف إلى تحويل مدينة دبي إلى المدينة الأذكى في العالم.
وفي إطار سعيها لتطوير تقنية البلوكشين قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإطلاق مسابقة التحدي العالمي للبلوكشين، وذلك لأن هدف الإمارات العربية المتحدة من تطبيق هذه التقنية أن تشمل كافة القطاعات، وألا يكون دورها مقتصرا على القطاع المالي وحسب، بل تسعى لأن يشمل تطبيق هذه التقنية قطاعات أخرى كالتعليم، العقارات، بالإضافة إلى قطاعات التجزئة للسلع والمنتجات الاعتيادية والفخمة، وغيرها من القطاعات.
وكان الهدف من المسابقة اختبار أفضل الحلول التي تم تطويرها من خلال استخدام تطبيقات البلوكشين، ولقد أخذت هذه المسابقة ضجة عالمية وذلك نظرا للدعم وللجوائز الكبيرة التي قدمتها الحكومة الإماراتية للرابحين ولقد شارك في المسابقة عدد كبير من الشركات الناشئة وصل منها واحد وعشرون شركة إلى مسابقة التحدي العالمي للبلوكشين، وبعد تنافس حاد بين هذه الشركات الناشئة فازت ثلاث شركات ناشئات بالجوائز، وذلك نظرا لتقديمها حلولا جديدة باستخدام تقنية البلوكشين، حيث فاز إبراهام كامبريدج من شركة صن إكشسانج بجائزة المركز الأول والتي كانت قيمتها 20 ألف دولار أمريكي، في حين نال مارك بالوفونيف التابع لشركة إيدو تشين جائزة المركز الثاني بقيمة 15 ألف دولار، بينما كانت جائزة المركز الثالث والتي قيمتها 10 آلاف دولار فحصل عليها سكوت أوستن من شركة إيفرليدجر.