كيف يُمكن لاحتياطي البيتكوين الأمريكي أن يُؤثّر على أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقاً لخبراء الصناعة

كيف يُمكن لاحتياطي البيتكوين الأمريكي أن يُؤثّر على أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقاً لخبراء الصناعة

مع تفكير السياسيين الأمريكيين في إطلاق احتياطي البيتكوين، تستعدّ دول الشرق الأوسط لتسريع سياسات ومبادرات العملات المشفرة، مما يشير إلى تحوّلاتٍ مُحتملة في الاستراتيجيات المالية الإقليمية.

قدّم بعض السياسيين الذين يناضلون من أجل المنصب وعوداً جريئة لإنشاء احتياطي للبيتكوين في الولايات المتحدة. وقد اكتسب هذا الزخم السياسي شكلاً ملموساً في 31 يوليو، عندما قدّمت السناتور “سينثيا لوميس” مشروع قانون الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين، بهدف توجيه الحكومة لإنشاء صندوق احتياطي مُخصّص للبيتكوين، مع الاعتراف بقيمته كأصل لامركزي نادر.

خلال الأسابيع الأخيرة، ساعد مشروع الاحتياطي الوطني للبيتكوين في دفع الأسواق العالمية، حيث يراقب المشاركون في الصناعة في الشرق الأوسط عن كثب كيف يُمكن لمثل هذه الخطوة أن تتسبّب بتغيير السياسة الإقليمية وأن تُعزّز تبني العملات المشفرة.

الاستجابة التنظيمية في الشرق الأوسط

يُمكن للاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين (BTC) في الولايات المتحدة أن يؤثّر بشكلٍ كبير على المشهد التنظيمي للعملات المشفرة في دول الشرق الأوسط، حسبما صرّحت مُحامية العملات المشفرة “إيرينا هيفير”، التي تتخذ من دبي مقرّاً لها، لـ “كوينتيليغراف عربي.”

أشارت “هيفير” إلى أنّ دولاً مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين، التي أنشأت بالفعل لوائح مُتطوّرة للعملات المشفرة، قد تُعزّز جهودها لدمج البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى في أنظمتها المالية. وتعتقد “هيفير” أيضاً أن الأسواق “المحافظة”، مثل المملكة العربية السعودية، قد تُعيد النظر في موقفها الحذر وتستكشف الأطر التنظيمية الخاصّة بالأصول الرقمية “التي توازن بين الابتكار وإدارة المخاطر.”

First, they ignore you

Then they fight you

Now they want your votes

The question is – Do you believe them? #bitcoin pic.twitter.com/4enqg3lbYp

— Irina ₿. Heaver (@IrinaHeaver) July 29, 2024

كما قالت “هيفير” إن “البيتكوين كانت أفضل الأصول أداءً على مدى السنوات العشر الماضية”، مضيفةً أنه من المنطقي أن تعتبرها الدول جزءًا من احتياطياتها الاستراتيجية.

وفي الوقت نفسه، يتصور فيليب لورد، رئيس تطبيق “Oobit” للدفع باستخدام العملات المشفّرة عبر الهاتف المحمول، تعزيز العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة في قطاع العملات المشفرة، مما قد يؤدي إلى زيادة التعاون والاستثمار. وأشار “لورد” إلى أن احتياطي البيتكوين الأمريكي قد يدفع دول الشرق الأوسط إلى مواصلة تطوير أطرها التنظيمية للعملات المشفرة، “مما يضع المنطقة كلاعب مهم في اقتصاد العملات المشفرة العالمي.”

The Trump Factor: A Politician’s Perspective on Bitcoin

If I were a politician, there are two critical aspects of Bitcoin that would be impossible to ignore:

1.BTC on Reserve Balance Sheet: Integrating Bitcoin into the national reserve, either through purchasing or confiscating…

— Phillip Lord (@philliplord1) July 29, 2024

الآثار والفرص الاقتصادية

تمتد الآثار المترتبة على احتياطي البيتكوين الأمريكي إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز جهود التنويع في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يؤكّد طلال الطبّاع، الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة CoinMENA، على ندرة البيتكوين، مما يجعلها مخزناً هاماً للقيمة، حيث قال:

“في عالم النقود الورقية اللانهائية، تُمثّل ندرة البيتكوين فرصة كبيرة لتخزين القيمة.”

كما سلّط “الطباع” الضوء على قدرة البيتكوين على دفع حكومات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى دراسة مزاياها بجدّية كمخزن للقيمة، مشيراً إلى قيود الاحتياطيات التقليدية المُحتفظ بها في سندات الخزانة الأمريكية.

المصدر: طلال الطباع/ لينكد إن

وقد رددت “هيفير” المشاعر نفسها، مُشيرةً إلى تأثير التضخّم والسياسات النقديّة على العملات النقديّة المربوطة بالدولار الأمريكي. وقالت “هيفير” أنه خلال جائحة كوفيد-19، ضاعفت الولايات المتحدة إمداداتها النقدية، مما قلّل بشكلٍ كبير من قيمة المدّخرات بالدولار الأمريكي والدرهم الإماراتي. وفسَّرت قائلة:

“سيتمكّن الدولار القوي القائم على السياسات النقدية المتجددة من دعم جميع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصّةً تلك التي ترتبط فيها العملة المحلية بالدولار الأمريكي، كما هو الحال في الإمارات العربية المتحدة.”

ومن جهته أضاف “لورد” أن احتياطي البيتكوين الأمريكي يُمكن أن يؤثر على الاستقرار المالي من خلال تشجيع دول الشرق الأوسط على تبني احتياطيات البيتكوين. وأشار “لورد” إلى أن هذه الخطوة يُمكن أن تؤدي إلى استقرار العملات المحلية وجذب الاستثمار الأجنبي، بالإضافة إلى تحديث الأنظمة المالية، بالرغم من أنها ستتطلب تعديلات كبيرة في السياسة.

التأثير على معنويات المستثمرين والتبنّي

يُمكن أن يؤثّر إنشاء احتياطي امريكي للبيتكوين أيضاً على معنويات المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويعتقد “الطباع” أن هذا الأمر سيدعم المستثمرين الذين يعترفون بخصائص البيتكوين الفريدة، لتكون بمثابة تحوّط ضد انخفاض قيمة العملات، مضيفاً:

“سيؤدي هذا ببساطة إلى تسريع التوجّه الحالي للمستثمرين، الذين يدركون الخصائص الفريدة للبيتكوين.”

كما يتوقع “لورد” زيادة الاستثمار في البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، حيث ينظر المستثمرون الإقليميون إلى الخطوة الأمريكية على أنها تأكيد على قيمة العملة المشفرة على المدى الطويل. حيث قال:

“يُمكن أن يُحفّز احتياطي البيتكوين الأمريكي زيادة الاستثمار في البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى […] كما يُمكن أن يجذب الاستقرار والتأييد المرجوّ من قبل الولايات المتحدة المستثمرين المؤسسيين الذين كانوا مترددين سابقاً في دخول مجال العملات المشفرة”.

التحضير للتبني السائد

قال “الطباع” إنه للاستفادة من الزخم الناتج عن استراتيجية البيتكوين الأمريكية المحتملة، يجب على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التركيز على تعزيز التقدّم التكنولوجي والبنية التحتية، مما يسلّط الضوء على أهمية تعدين البيتكوين وحلول الحفظ. فمن خلال تعدين البيتكوين وتطوير حلول الحضانة المحلية، أوضح “الطباع” أن البلدان قادرة على أن تخلق تدفّقات إيرادات جديدة وأن تُقلّل من هدر الطاقة.

وفي الوقت نفسه، أكد “لورد” على الحاجة إلى الاستثمار في برامج التعليم والتدريب الموجّهة لرعاية المواهب التكنولوجية المحلية، إلى جانب استقطاب الخبرات الدولية. كما أوضح كل من “هيفير” و”لورد” أننا “ما زلنا في مرحلة مُبكرة جدّاً”، مع الأخذ في الاعتبار أن 5٪ فقط من الناس على مستوى العالم يملكون عملات مشفرة، وأضافت هيفير:

“يخشى الناس أن يتأخروا عن الحفلة — ولكن الحفلة لم تبدأ بعد. نأمل أن يشجّع هذا المزيد من الناس على التعرف على البيتكوين والسياسات النقدية وماهية العملات الورقية، حيث إن التعليم الشخصي هو الأكثر أهمية.”

المصدر : كوينتيليجراف

Crytpoblarabi