صدر تقرير الفيدرالي يوم أمس برفع معدل الفائدة 75 نقطة أساس، وإعادة تعريف الفيدرالي للتضخم، وإعلانه عن الاستعداد لتدخل أقوى برفع أقوى لو تطلب الأمر.
ويظل الفيدرالي بلا وجهة مستقبلية معتمدًا على البيانات الصادرة من التضخم إلى بيانات النمو.
وبعد القرار ظل الدولار ضعيفًا، ولكنه بقرب أعلى مستويات في 20 عام، وارتفع سعر العملات الرقمية بقيادة بيتكوين، وانطلق مؤشر الأسهم التكنولوجية الأمريكي ناسداك للارتفاع بعنف، مع ارتفاع قوي لسعر الذهب عالميًا. ليرتفع أصلين من أصول المخاطرة، وأصل من أصول الملاذ الآمن.
فماذا قال باول على وجه التحديد دفع السوق لهذه الحركة؟
الكلمة السحرية:
“نحن الآن في مستويات متفقة مع تقديرات لمعدل الفائدة المحايد لحد كبير، واستبق الفيدرالي الأحداث برفع الفائدة، وحتى الآن سنكون معتمدين على البيانات في اتجاهنا المستقبلي.”
تجاهل السوق حديث الفيدرالي عن ضعف النمو، وموافقة أعضاء الفيدرالي بالإجماع دون معارض واحد على رفع الفائدة بـ 75 نقطة.
لماذا انتقى السوق هذه العبارة من الفيدرالي وانطلق بناء عليها؟
بداية ما هو معدل الفائدة المحايد، هو معدل الفائدة السائد والذي يستطيع الاقتصاد عنده العمل بكامل قدرته دون حالة من الإنهاك المفرط أو التباطؤ.
ومع رفع الفائدة بـ 75 نقطة أساس، ليتراوح النطاق بين 2.25-2.50% فالفائدة الآن لن تعزز حالة نمو الإنهاك المفرط التي وصل لها الاقتصاد.
وإلى الآن هذا جيد للأسواق التي تتضرر من هذه الحالة، ولكن يعني أن عمليات الرفع المستقبلية ستدفع الفائدة لما وراء المستويات المحايدة، ليدخل الفيدرالي في نطاق تقييد نمو الاقتصاد مع معدلات الفائدة.
ويقول خبراء بأن دخول الفيدرالي في النطاق التضييقي يسبب في حدوث كارثة اقتصادية كل مرة، وينعكس هذا التوقع في تحرك السندات.
وحاول الصحافيون سؤال باول عن بدء تخفيض الفائدة في 2023 او الأوضاع الاقتصادية لسوق السندات، والأسهم، وتوقعات الفيدرالي لقرارات السياسة النقدية المستقبلية، ولكن باول قال إنه من الآن فصاعدًا الاعتماد الكامل على البيانات.
أي أن الفيدرالي الآن بلا وجهة معلنة.
ماذا ترى الأسواق؟
وفق تحرك سوق السندات، فالأسواق ترى تراجعًا هائلًا بالتضخم بعد عام من الآن، ليسجل في يوليو المقبل 2.9% بمؤشر أسعار المستهلك، و2.5% بمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي.
لذا الفيدرالي الآن ليس على الوضع الآلي، ولكن ردوده ستكون ديناميكية.
لماذا ارتفعت الأسهم والعملات الرقمية؟
لأنها ترى بأن الفيدرالي لن يشدد السياسة النقدية بقوة كما كان في السابق، وبدأت معدلات العائد الحقيقي في التراجع مرة أخرى.
والعائد الحقيقي هو معدل الفائدة مخصوم منه التضخم.
ومع تراجع العائد الحقيقي تنطلق أصول المخاطرة بقوة.
ويصبح الآن عائد حيازة الدولار الأمريكي أقل جاذبية، مما يدفع أصول المخاطرة ذات العائد الأعلى للانطلاق.
لا توقع مستقبلي من الفيدرالي مزيد من المخاطرة
ورغم أنه يبدو إلى الآن أن الفيدرالي سيطر على الوضع، ولكن كل ما يلزم للعودة للتشديد المدمر هو تقرير اقتصادي واحد قوي، كمعدل تضخم لا يهدأ.
ومع أي تحول بنبرة الفيدرالي سيعود كل شيء لما كان عليه.
لذا يتعين إدارة المخاطرة بقوة.
التوقعات إلى الآن (قابلة بقوة للتغيير):
في سبتمبر سيرفع الفيدرالي الفائدة بـ 50 نقطة أساس
في نوفمبر سيرفعها بـ 25 نقطة، و25 نقطة أخرى في ديسمبر.
ثم يخفضها 50 نقطة في 2023.
المصدر : investing.com
هذة ليست نصيحة إستثمارية