كشف تقرير لصحيفة لوتان السويسرية عن أن جهاز الحاسوب الشخصي يمكن استخدامه دون علم مالكه لتصنيع عملات مشفرة، كما أفادت مؤسسة تريند مايكرو لحماية المعلوماتية أن مستخدمي الإنترنت من جنسيات مختلفة ذهبوا ضحية هذه القرصنة.
ولفهم الطريقة التي تحصل بها هذه العملية، قالت الصحيفة إن من الضروري العودة إلى الطريقة التي تصنع بها العملات المشفرة، مثل بتكوين وإيثوريم ومونيرو- التي يتم إنشاؤها عبر سلسلة طويلة من العمليات الحسابية المعقدة على الحاسوب، مما يتطلب قدرا كبيرا من الطاقة الحاسوبية.
وتسمى هذه العملية “التعدين”، وتتطلب قدرا كبيرا من الطاقة، وبالتالي تكلفة مادية كبيرة، كما تقول الصحيفة. ولحل هذه المشكلة استطاع القراصنة استغلال حواسيب المستخدمين من خلال سرقة طاقة حاسوبية صغيرة من آلاف أجهزة الكمبيوتر للحصول على الطاقة اللازمة.
استغلال دون ضرر
ولسرقة قوة الحاسوب، من الضروري اختراق حاسوب الضحية عن طريق تثبيت برنامج عليه يمكنه استغلال كهرباء الحاسوب بصفة مجانية.
وهذه العملية ليست جديدة، لكن الجديد في الأشهر الأخيرة هو ظهور برنامج يدعى “كوينهايف” يسمح بخلق عملة رقمية باسم “مونيرو” واشتهر في أسابيع، كما أفادت الصحيفة.
ولا يحتاج هذا البرنامج إلى تثبيت برمجيات ضارة لاختراق الأجهزة، ولكن يكفي أن يقوم المستخدم بالربط بالإنترنت لتبدأ مباشرة عملية التعدين دون علمه، وهي طريقة جديدة لخلق عملة رقمية باستخدام قوة حاسوب المستخدم بدون أن يلحق به أي ضرر.
وقالت الصحيفة إن موقع “بيرات بوي”، وهو أحد المواقع الرئيسية لتحميل الأفلام والمسلسلات والموسيقى، أثار غضب مستخدميه عندما وضع برنامج كوينهايف دون علم زواره.
وأفادت أيضا بأن استعمالات مشبوهة لهذا البرنامج تم رصدها، مثل تركيبه على موقع “بوليتيفاكت” الأميركي الذي يهتم بتصريحات السياسيين، وعلى موقع قناة شوتايم الأميركية التي تنتج سلسلة هوملاند.
وفي فرنسا، قام موقع ستريت بتجربة كوينهايف لمدة ثمانية أيام، ولكن النتيجة المالية لم تكن مشجعة طيلة هذه المدة، إذ لم يحصل إلا على ما يعادل خمسة يوروهات من مونيرو، ورغم ذلك يقول ويزمايارا مؤسس الموقع إن مستقبل كوينهايف مضمون في عالم ألعاب الفيديو، حيث يهدر وقتا كبيرا في اللعب.